فارس العـرب" كما يروق لي أن أطلق عليه، الذي بالحديث عنه يكون تدوين لتاريخ الأمويين؛ لكونه لم يأخـذ حـقـه في تمجيد التاريخ له ويعـلل المؤرخ (فان فلوتن) ذلك؛ لوقوفه بجانب الموالي والنهوض بهم؛ مما أغضب بعض العرب منه فكان ما كان، فضلًا عن أنه لم يبُايع بالخلافة من العرب إلا أنه بذكائه ودهائه وقوة شخصيته وصل إلى ما وصل إليه من سلطة ونفوذ، وصار الرجل الأول في العراق منذ وفاة يزيد بن معاوية وحتى بدايات العهد المرواني، فالمختـــار هو أحد أبطال قبيلة ثقيف في الطائف، ومن سادات الجزيرة العربية، ووالده معروف بالقيادة العسكرية في الفتوحات الإسلامية عــهد عــمر بـن الخطاب رضى الله عنهما ــ ومنه استمدها، مُساهِما مع عمه في أمور حكم المدائــن، ثم انطلق؛ ليكون وزيرًا للزبيريين في حكم الحجاز، وبعـد اختلافه معهم ورحيله؛ لبلاد العـراق، أعلن أنه وزيرًا لـ محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب حيث كان مناوئًا للحكم الأموي ومنحازًا للشيعة ومعاضدًا لهم، وإعلانه مواصلة جهاده ليقتص للإمام الحسين والانتقام لقتلته وآل بيته رضي الله عنهم